
رؤية وتمكين: فعالية معرفية تنموية تمزج بين التقنية والإبداع المحلي
في مشهد يعكس التقاء الطموح بالعمل، والإبداع بالتمكين، شهدت مدينة الطائف فعالية “رؤية وتمكين”، التي نظّمها معهد الخوارزمي للتدريب، في يومٍ اتسم بالحيوية، وتنوّع التجارب، وثراء المضمون. جاءت هذه الفعالية لتؤكد أن مسارات التنمية تبدأ من بناء الإنسان، وتنطلق من تمكينه بالمعرفة والمهارة معًا.
استهل اليوم بدورة تدريبية معتمدة في الذكاء الاصطناعي، قدّمها المعهد مجانًا، بهدف نشر الوعي الرقمي وتزويد الحضور بالمعارف الحديثة حول الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في الحياة اليومية والعملية. شهدت الدورة تفاعلًا ملحوظًا من المشاركين، وطرحت مفاهيم مبتكرة ساهمت في توسيع مدارك الحضور حول ملامح المستقبل المهني المرتبط بالتقنيات الناشئة.
ولم تقتصر الفعالية على البُعد المعرفي فقط، بل امتدت لتحتفي بالمواهب المحلية من خلال أركان متنوعة عكست روح الإبداع السعودي. فقد تم تقديم ركن خاص بالخياطة والتصميم أظهر حرفية المصممات المحليّات، إلى جانب ركن المكياج والعناية الجمالية الذي قدّم نصائح وتجارب عملية باستخدام منتجات طبيعية وعصرية. أما بازار الشموع، فكان لافتًا بما احتواه من منتجات مصنوعة يدويًا تعبّر عن ذائقة فنية رفيعة، وتُجسد معنى الإنتاج الحِرفي المحلي.
مشاركة عدد من المبدعات والمصممات السعوديات أضفت على الفعالية طابعًا من التميز؛ حيث قدّمن نماذج لأعمال تعبّر عن تمكين المرأة السعودية ومساهمتها الفاعلة في الاقتصاد الإبداعي والمجتمع المحلي. جاءت هذه المشاركات لتجسّد حقيقة أن التمكين لا يقتصر على الشعار، بل هو ممارسة حقيقية تستثمر في القدرات وتمنحها المساحة للظهور والتطور.
في ختام الفعالية، تم تكريم المشاركين والمساهمين في نجاح الحدث، في لحظة تفيض بالامتنان، وتؤكد على أهمية التحفيز والاعتراف بالجهود التطوعية والمجتمعية. وقد بادر معهد الخوارزمي – في لفتة تقديرية – بتقديم عدد من الهدايا الرمزية للمبدعين والمبدعات من المشاركين، دعمًا لمواهبهم وتشجيعًا لمسيرتهم في الابتكار والعطاء.
معهد الخوارزمي للتدريب، الجهة الراعية والمنظمة، لعب دورًا محوريًا في نجاح هذه الفعالية، من خلال توفير المحتوى التدريبي، والدعم اللوجستي، وفتح المجال أمام الطاقات المجتمعية للإبداع والمشاركة.
ختامًا، فإن فعالية “رؤية وتمكين” لم تكن مجرد يوم عابر، بل كانت منصة حيّة للعلم، والمهارة، والإرادة. فعالية حملت في مضمونها الإيمان بقدرة الإنسان السعودي – رجلًا وامرأة – على الإنجاز متى ما أُتيحت له الفرصة، ومتى ما تضافرت الجهود بين التدريب والتمكين، وبين الرؤية والعمل.